ضرورة الوحدة العربية والمشاكل التي تعترض التكامل المغربي - dziry

اخر الأخبار

اعلان 728X90

الأحد، 15 أبريل 2018

ضرورة الوحدة العربية والمشاكل التي تعترض التكامل المغربي




ضرورة الوحدة العربية
الوحدة العربية فكرة يؤمن بها القوميون العرب كحل لحالة التخلف والاحتلال والقمع التي يعيشها المواطن العربي في جميع أقطار هذا الوطن الممتد من المحيط إلى الخليج.
مع أنها تسمى عربية (لغويا وليس عرقيا)، إلا أنها لا تستثني أو تهمش المكونات الأخرى للوطن العربي من كرد وتركمان وأمازيغ وزنوج، أو أية أقلية أخرى، بمعنى أن دولة الوحدة العربية المنشودة هي دولة لجميع مواطنيها. وهذا التنوع العرقي المتفاعل حضارياً كان بحد ذاته من أهم أسباب النهضة في الزمن الذهبي لهذه الأمة.

ومن الجدير بالذكر أن هناك فرقا بين حركة توحيد الدول العربية والحركة التي تسعى إلى إيجاد دولة إسلامية موحدة. حركة التوحيد العربي تسعى إلى إقامة حكومة علمانية، خلافًا لغيرها من الحركات التي تسعى إلى إيجاد نظام يقوم على الشريعة الإسلامية.
1. العوامل الطبيعية :
أ. وحدة الأرض العربية : لا توجد فيها حواجز طبيعية تعيق التنقل والتواصل الاجتماعي بين سكان الوطن العربي، وحدوده الخارجية هي حدود طبيعية حفظت له طابعه الحضاري والثقافي.
ب. تعدد الأقاليم المناخية فيه من المناخ المداري الحار إلى مناخ البحر المتوسط المعتدل أدى إلى تنوع النباتات والمحاصيل الزراعية، وبذلك يستطيع الوطن العربي أن يتكامل في جميع الميادين الاقتصادية.
2. العوامل البشرية: العامل التاريخي : ويتمثل في أن الوطن العربي تعرض لنفس الأحداث التاريخية، منذ ما قبل الإسلام وحتى وقتنا الحاضر، وهذا يساعد على توحيد تطلعات سكانه المستقبلية نحو الوحدة العربية.
3.العامل الديني : الوحدة الدينية متوفرة في الوطن العربي، إذ أن الدين الإسلامي دين الأغلبية، وهو تاريخ وحضارة وحياة علمية عاش تحت رايته المسلمون والمسيحيون العرب.
4.العامل اللغوي : اللغة العربية هي السائدة في جميع الأقطار العربية، وهي السبب في خلق التواصل الاجتماعي والتقارب السياسي، وتوحيد الفكر العربي.
5.التراث الحضاري : ويتمثل في مجموع الإنجازات العلمية والثقافية التي حققها العرب عبر تاريخهم الطويل، مما جعل لهم هوية ثقافية مميزة تجمعهم تحت راية واحدة.
الوحدة العربية في العصر الحديث مقال تفصيلي :النهضة العربيةفكرة توحيد أقطار الوطن العربي قديمة قدم التاريخ، وأول ما حصلت كانت بفعل الإسلام. بعد ذلك، اتخذت الدولة العربية طابعاً عربيا مميزا خلال الدولة الأموية، ثم ضعف هذا الطابع خلال العهد العباسي الذي شهد سيطرة الشعوبيين على الحكم وإضعاف العنصر العربي. عادت قضية الوحدة العربية إلى الواجهة مجدداً في أواخر العهد العثماني، حيث اشتدت موجة التتريك والبطش بالعرب في سورية (الأقطار السورية الأربعة اليوم)، فبدأت الجمعيات العربية بالتململ وبالدعوة فيما بعد للانفصال عن الأتراك. وبالاتفاق مع بريطانيا، قام الشريف الحسين بن علي بإعلان الثورة العربية الكبرى بهدف طرد الأتراك وإنشاء دولة عربية موحدة في المشرق العربي والحجاز خلال الحرب العالمية الأولى. في ذات الوقت، كان الإنكليز يسعون إلى الحصول على حلفاء لهم في حربهم ضد ألمانيا والإمبراطورية العثمانية، فالتقت مصالحهم مع مصالح العرب، ولكنهم في نهاية الحرب تنكروا لوعودهم للعرب وقاموا بتقسيم دول المشرق العربي وبإعطاء الأقاليم السورية الشمالية لتركيا وعربستان (الأحواز) لإيران، وبإخضاع بقية المشرق العربي للانتداب البريطاني أو الفرنسي. وفي مرحلة لاحقة، تنازلت فرنسا عن لواء الاسكندرون السوري لتركيا وقامت بريطانيا بتسهيل إنشاء دولة لليهود في فلسطين، مما قوض محاولات الوحدة في المشرق العربي.
تم تداول قضية التوحيد مرة أخرى في الأربعينات من القرن الماضي من قبل حركة القوميين العرب. وقد كانت هذه الحركة بقيادة جورج حبش وهو طالب في كلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت، وفي وقت لاحق أصبح سياسي فلسطيني، لقد كانت الحركة القومية العربية اشتراكية ومعارضة لدولة إسرائيل، وفي نفس الوقت تقريباً ظهرت الحركة الناصرية بقيادة الرئيس المصري جمال عبد الناصر، وقد ارتقت الفكرة بقوة شديدة وكانت المصلحة منها هو التوحيد العربي.

المشاكل التي تعترض التكامل المغربي  
كثيرة هي الأسباب والعراقيل التي حالت دون تحقيق  هذا الحلم المغاربي الكبير،  
وكما سبق أن أشرنا إليها سابقا ، فأننا سنحول أن نفصل فيها كل إشكالية و عائق على حدة  مع التدقيق في كل عائق من اجل الوصول لأنواع هده العوائق التي تارة تدور بين ماهو واقعي و اديولوجي وشكلي يتعلق بوثيقة معاهدة اتحاد المغرب العربي .
الفقرة الأولى:اختلاف الأنظمة في بلدان الاتحاد
من أهم ما يفتت وحدتنا العربية وليس فقط اتحاد المغرب العربي الكبير، هي تلك الأفكار الاتحادية، والتي كانت رائجة  في العالم العربي، وللأسف فهي لا ترى طريقها للتحقق لعدة أسباب.
اختلاف الأنظمة العربية الحاكمة، وتنامي الخلافات بين هذه الأنظمة، مما شكل إعاقة حقيقية للتوافق والوحدة، فهذه الأفكار تبقى دائما تفتقد إلى الجوهر الحقيقي للاتحاد، وتطغى عليها دائما مصلحة الحكام على مصلحة الشعوب
من جهة أخرى ظل المغرب العربي (2)  يمر بأزمات كثيرة لا تقل عن كوارث الشرق العربي،فمنها مثلا: معضلة جبهة البوليساريو ،وجبروت العسكر في الجزائر، يضاف لهذا كله عجرفة الزعيم الليبي الراحل الذي كان دائما يغرد خارج السرب،وتم تعليل ذلك من طرف ليبيا ،بأن الإتحاد لا يمتلك القوة ولا الشجاعة في مناصرة من يقع عليه ظلم الغرب
إن ليبيا تعتبر أن الاتحاد تخلى عنها وعن مناصرتها ومساندتها في مواجهة الحصار الذي فرض عليها على خلفية اتهامها بالتورط في حادثة" لوكربي" وبه ، فقد اعتبرت أن مشروع الاتحاد المغاربي هو مجرد مؤسسة احتفالية تتيح لدول الاتحاد  ووسائل إعلامها ترديد الشعارات المكررة المفرغة من محتواها، عن أهمية الوحدة والتكامل العربي وضرورتها، في حين أن هذا مجرد كذبة كبيرة.وضحك على الذقون .


الفقرة الثانية: حب ريادة الجزائر في شمال إفريقيا
ظلت الجزائر دائما مهووسة بفكرة لعب دور القائد في شمال إفريقيا ،ففكرة ذوبان الذات في اتحاد مغرب عربي كبير قادر على مواجهة التحديات ، سيحرمها من هذا الأمنية النرجسية ،وهذه الفكرة في الزعامة ،  كانت  كذلك هدفا  طالما سعى إليه الزعيم الليبي "معمر القذافي" .
      فحكام الجزائر وأمام الثروة النفطية الهائلة، مضوا في الجري خلف هذا الحلم وصدقوه ، وصارت عائدات النفط في هذا البلد الغني ،بدلا من استغلالها في مشاريع تنموية تخرج أبناء هذا الوطن من حالة الضنك وقساوة الحياة،صار جينيرالات هذا البلد يبذرونها(عائدات النفط) في شراء الأسلحة والمعدات الحربية لتتجاوز  مصاريف شراء العتاد الحربي 16 مليار دولار .
إنه جنون التسلح وكأن إخواننا في هذا البلد الجار ،مقبلون على حرب عالمية منتظرة،أمام الغرور الذي أفرزه امتلاك السلاح المتطور صار جينيرالات الجزائر دائما يناورون ويستدرجون المغرب للدخول في حرب،بدل وضع اليد في اليد للاشتغال سويا في إطار من التعاون و من الوحدة .
لكن المغرب المتصف بالحكمة لم يجار هذه الحماقات ،لأنه اختار طريق السلم والتنمية والنهوض بأوضاع المواطنين وتطوير مؤسساته القانونية والتشريعية ،فكان الهدف الاسمي هو ترسيخ المنهج الديمقراطي وتمتيع مواطنيه بجملة من الحريات وغيرها من البرامج الاقتصادية والاجتماعية الهادفة. 
الفقرة الثالثة :قضية الصحراء المغربية
تعتبر  معضلة كبيرة، أمام قيام اتحاد مغاربي عربي كبير، يستجيب لتطلعات شعوب ومواطني المنطقة، حيث أن المغرب الذي يشعر أنه مستهدف في وحدة ترابه من طرف أشقائه الجزائريين.

 فالمغرب هنا يتهم الجزائر بتعنتها و باستمرارها في مساندة كيان مصطنع اسمه "جبهة البوليساريو" الساعية بدعم حكام هذا البلد  إلى  فصل المناطق الجنوبية الصحراوية  عن تراب المملكة المغربية 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق